من تاريخ أول غرامة مخالفة سرعة أواخر القرن التاسع عشر .. إلى أغلى مخالفات السرعة في العالم
يتم أصدار 594289 مخالفة سرعة سنويا في المملكة العربية السعودية، مايعني أن هناك 1,628 مخالفة سرعة ترتكب يوميا، وتحتل الرياض المرتبة الأولي بين محافظات المملكة ارتكابًا لمخالفات السرعة بواقع 184907مخالفة سرعة، وتحل مكة المكرمة في المرتبة الثانية بواقع 104028 مخالفة سرعة سنويا، بينما تحل منطقة الحدود الشمالية ذيل قائمة مخالفات السرعة في المملكة محققة 993 مخالفة سرعة، بواقع 2.7 مخالفة سرعة يوميًا.
مخالفة سرعة كل ثانية في أمريكا
وعلي الجانب الآخر من العالم، يتم إصدار ما يقرب من 41 مليون مخالفة سرعة سنويًا في الولايات المتحدة. وهذا يعادل إصدار مخالفة واحدة كل ثانية. مع وجود واحد من كل ستة أميركيين يرتكب مخالفة سرعة لمرة واحدة في مرحلة ما من حياتهم المهنية في القيادة وبعض الايصالات قد تصل لشخص واحد أكثر من مرة في الشهر، وهذا يجعلنا نتساءل ما هي الروح غير المحظوظة التي حصلت على أول أيصال مخالفة سرعة في العالم.
والحقيقة أن هناك بعض الجدل حول من تم إصدار مخالفة السرعة الأولى بحقه. ويتعلق الأمر حقًا بمسألة التعريف وكيفية تعريف “التذكرة” أو “الإيصال”. وهو محل خلال نظرًا لوجود شخص تم تغريمه بسبب تجاوزه السرعة، إلا أنه لم يتم إصدار تذكرة ورقية له، وهو ماجعل ذلك محل نقاش، لكن دعونا نلقي نظرة فاحصة على قصة أول مخالفة لتجاوز السرعة في العالم.
الغرامة الأولى شلن والسرعة 8 ميل
تم تزقيع الغرامة الأولى لتجاوز السرعة في عام 1896 في 28 يناير وارتكبها السيد والتر أرنولد. حيث كان يقود سيارته عبر شارع Paddock Wood في منطقة كينت (المملكة المتحدة) وكان يسير بسرعة 8 ميلا في الساعة فقط. على الرغم من السرعة المنخفضة على ما يبدو ، كان أرنولد يتجاوز السرعة المحددة بأربعة أضعاف الحد القانوني في ذلك الوقت.
في وقت ارتكاب المخالفة، كان الحد الأقصى 2 ميلا في الساعة فقط، وحتى ذلك الحين، وكان دائمًا بعض الأفراد يحذر الناس من قرب قدوم المركبة المسرعة، عندما لاحظ شرطي الشرطة أن أرنولد “يطير بجانبه” ، فقفز على دراجته وطارده.
نظرًا لأن متوسط سرعة المشي يتراوح بين 3-4 ميلا في الساعة ومتوسط سرعة ركوب الدراجات هو 12-18 ميلا في الساعة، قد يعتقد المرء أنه لا ينبغي أن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تتمكن الشرطة من اللحاق بأرنولد. ومع ذلك ، استمرت المطاردة خمسة أميال كاملة قبل القبض على الرجل، وبعد ذلك تم إرساله على الفور إلى القاضي، الذي فرض عليه غرامة شلن واحد.
على الرغم من أنه ربما لا يكون سعيدًا جدًا بحقيقة أنه كان عليه أن يدفع المبلغ، إلا أن القضية ساعدت أرنولد في عمله. بصفته مالكًا لواحد من أوائل وكلاء السيارات في المملكة المتحدة، فقد كان يكسب رزقه من بيع سيارات بنز الكلاسيكية (سلف صانعة مرسيدس بنز) التي استوردها من ألمانيا. وكان في إحدى هذه السيارات، التي تم تعديلها من قبل شركته الخاصة وأطلق عليها اسم “Arnold Motor Carriage”، حيث حصل على غرامة بسبب السرعة.
الإيصال أو التذكرة الأولى
على الرغم من مرور عدة سنوات، يجادل البعض بأن التذكرة الأولى كتبت بالفعل في عام 1904 في مدينة دايتون، بولاية أوهايو الإمريكية. ونظرًا لأن الإيصال المقدم إلى السيد هاري مايرز بإرتكاب مخالفة سرعة كان مكتوبًا بالفعل، فيمكن القول إنه كان حقًا التذكرة الأولى. والحقيقة أن العديد من المصممين والمهندسين في ولاية أوهايو ساهموا في قياس سرعة إنطلاق السيارات خلال تلك الفترة الزمينة وربما ساعد ذلك أيضًا في إضفاء المصداقية على هذا الادعاء.
عندما حصل هاري مايرز على التذكرة ، كان ينطلق بسرعة 12 ميلا في الساعة في منطقة محددة السرعة بـ 8 ميلا في الساعة على الطرق المستقيمة و 4 على المنحنيات. وقام مايرز بتجاوز، ومرة أخرى لاحظ ضابط على دراجة بخارية زيادة سرعة مايرز، فطارده وأوقفه وسلمه أول إيصال أو تذكرة مخالفة سرعة مكتوبة في التاريخ هناك في طريق ويست ثيرد ستريت.
على الرغم من أنه لم يتم تأكيد ذلك بشكل كامل ، إلا أن هناك شكوكًا في أن هاري مايرز الذي كان له “شرف” استلام أول تذكرة مكتوبة كان هو نفسه هاري مايرز الذي اشتهر بالتمثيل والإخراج. شارك رجل بنفس الاسم في العديد من الأفلام الصامتة في أوائل القرن العشرين. إذا كان هو نفسه الرجل حقًا ، فقد اشتهر على مستويات أكثر مما كان يعتقد في البداية!
أحيانًا تكون عقوبة مخالفات السرعة رادعة، وقد تلجأ الجهات الحكومية إلى رفع قيمة المخالفة عن المعتاد، أكثر بكثير من المعتاد، وقد يكون الأمر مختلف فى بعض الدول الأخري التى تخصص طرق معينة للقيادة بسرعة معينة، طبقًا للقانون.
مخالفة المليون دولار
هناك دول تربط قيمة المخالفة المرورية بمعدل الدخل، وتم إصدار أعلى قيمة مخالفة سرعة حتى الآن في سويسرا، إذ بلغت قيمتها قرابة المليون دولار، وأُعطيت لسائق في عام 2010 كان يقود مرسيدس “إس إل إس” بسرعة 290 كيلومتر في الساعة، وأوضحت الشرطة أن هذه أكبر سرعة تسجلها الكاميرات في تاريخ البلاد. وتعد هذه المخالفة هي أغلى محالفة سرعة في العالم وتحتل المركز الأول عالميًا.
وقد تم ضبط السيارة المسرعة بعد تركيب رادارات جديدة ترصد سرعات تصل إلى 300 كم/س، وشعرت السلطات أن الأجهزة القديمة كانت عاجزة عن رصد السيارات التي تسير بسرعة أكبر من 200 كم/س، ففيروا الرادار، ويعتقد كثيرون بأن السائق كان ينجو من التصوير في السابق. يذكر أن مخالفات السرعة فى سويسرا يتم تقييمها حسب راتب السائق وإيراداته، وبالتالي كلما زادت ثروتك، زادت قيمة مخالفاتك.
وسجلت ثاني أكبر مخالفة في العالم لمليونير سويسري، كان يقود سيارة فيراري “تيستا روسا” بسرعة 137 كم/س، ونص قرار المحكمة أن المتهم تجاهل قواعد السير الأساسية بسيارته الخارقة، بلا سبب، فقررت المحكمة تغريم السائق مبلغ 180 ألف يورو، لأن ثروته تزيد عن 14 مليون يورو،وهذه ليست المخالفة الأولى، وقالت وسائل الإعلام السويسرية، أن السائق المخالف يمتلك فيلا و4 سيارات فاخرة إلى جانب سيارنه الفيراري التي سجلت المخالفة.
وفي عام 2004 سُجلت مخالفة سرعة باسم المليونير “جوسي سالونوجا” البالغ من العمر 27 عاماً، وسحلت مخالفة بقيمة 170 ألف يورو، لاتتعجب فجوسي سالونوجا هو من أغني أغنياء فنلندا، ووريث إحدى أكبر شركات صناعة النقانق الفنلندية، وكان “جوسي” يقود بسرعة 80 كم/س، مع أن السرعة القصوى المسموحة لم تتجاوز 40 كم/س، ويشبه وضغ المخالفات المرورية فى فنلندا نفس وضغ المخالفات فى سويسرا، وتحدد طبقًا لراتب السائق وإيراداته، وبالتالي كلما زادت ثروتك، زادت قيمة مخالفاتك، وقد سحلت مخالفة “سالونوجا” لتصبح المخالفة الأولى فى تاريخ فنلندا.
وجاء المركز الرابع فى تاريخ مخالفات السرعة فى العالم، من نصيب “آنسي فانجوكي” أحد مدراء شركة نوكيا، وبلغت قيمتها مايعادل 116 ألف يورو، وتعود وقائع المخالفة عندما أمسكت الشرطة “فانجوكي” عام 2002 على متن دراجة هارلي ديفيدسون، يقود بسرعة 75 كم/س في منطقة محددة بسرعة قصوى تبلغ 50 كم/س، وحررت بحقه مخالفة بقيمة 116,000 يورو، ليستحق المركز الرابع بين أغلى مخالفات السرعة قيمة، وقد رفع مدير نوكيا الأمر إلى المحكمة، موضحاً أن دخله أقل بكثير في الحقيقة من المبلغ الذي اعتمدته الشرطة لحساب المخالفة. واستطاع أن يثبت هذا ليخفض من قيمة المخالفة بمقدار 95%.