لاحظنا خلال الأونة الأخيرة الإنتشار الكبير والواسع للسيارات الكهربائية في مختلف أنحاء العالم ولهذا السبب يراودنا دائما الكثير من التساؤلات حول مستقبل السيارات التي تعمل بالوقود، فهل سوف ينتهي زمن سيارات الاحتراق في العالم أن ستكون هناك معايير أو شروط معينة يجب مراعاتها عند استخدام تلك السيارات، هذا ما سوف نحاول معرفته في هذا المقال.
مستقبل السيارات التي تعمل بالوقود
هناك الكثير من الأراء التي تؤكد على اقتراب انتهاء عصر السيارات التي تعمل بالوقود لتحل مكانها السيارات الكهربائية التي بدأت عهدها الجديد، حيث قررت غالبية الدول الأوروبية التوقف عن بيع سيارات الاحتراق الداخلي مع بداية العام 2035، ولكن هناك الكثير من التحديات قد تعترض هذه القرارات ولعل من أبرزها انتشار بطاريات الليثيوم.
هناك بعض الأنباء التي ترددت حول انعقاد جلسة خاصة بالبرلمان الأوروبي سيتم خلالها التصويت على مستقبل السيارات التي تعمل بالوقود وإلغاء بيعها ابتداءً من عام 2035، على أن يتم الاعتماد على المركبات عديمة الانبعاثات ابتداءً من العام 2025 الأمر الذي سيعمل بالطبع على خفض الكربون مما سيؤدي بدوره إلى تحقيق الحياد المناخي والذي من المقرر أن يكون في عام 2050.
صحيفة الباييس الإسبانية نشرت مقالاً صحفياً يفيد بأن التفاوضية الأوروبية تدرس في الوقت الحالي خطة بشأنها أن تعمل على التقليل من الانبعاثات الصادرة من السيارات والشاحنات الجديدة بمعدل يصل إلى 65٪ مع قدوم عام 2030 بحيث تصل النسبة في عام 2035 إلى 100٪، وللعلم أن هذه النسبة في الوقت الحالي وصلت إلى 37.5٪ وكانت في عام 2019 قد وصلت إلى 31٪، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نهاية زمن السيارات التي تعمل من خلال محركات الاحتراق.
سيقوم البرلمان أيضاً بالتصويت على اقتراح يفيد بوضع حد للمبيعات الخاصة بالمركبات وكذلك أيضاً الشاحنات الصغيرة والتي تعمل من خلال محركات الاحتراق في 2035، هذا كله إلى جانب ضرورة التزام السلطة التنفيذية الأوروبية بوضع بعض الأهداف التي تسعى للتقليل بشكل أكبر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وذلك بالنسبة للمصنعين، هذا بالإضافة إلى أن الجلسة العامة ناقشت قراراً يفيد بفرض حظر كلي على بيع كل من سيارات الاحتراق والسيارات الهجينة في مختلف دول الاتحاد الأوروبي مع قدوم عام 2035.
هناك أيضاً تقرير معهود من قبل المفوضية الأوروبية يفيد بأنه مع قدوم نهاية العام الحالي 2023 سيكون هناك توضيح مفصل للحاجة إلى تمويل محدد بعرض الحصول على انتقال عادل يراعي كافة المصالح في قطاع السيارات حتى يمكن السيطرة على التأثيرات السلبية على العمالة وغيرها من الآثار الإقتصادية والعمل على احتوائها بشكل جيد.
تعتبر إيطاليا هي الدولة الرائدة من بين الدول الأوروبية الأخرى في اعتمادها على المركبات الكهربائية، حيث هناك بعض التقارير التي تشير إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص المشاركين في الاستطلاع لديهم في الواقع استعداد كبير للحصول على سيارة كهربائية حيث وصلت نسبتهم إلى حوالي 73٪، وتليها في ذلك الأمر إسبانيا بنسبة تصل إلى 62٪ وتأتي بعد ذلك النرويج بنسبة تصل إلى 41٪ ثم السويد بنسبة تصل إلى 52 %، وتأتي المملكة المتحدة بنسبة تصل إلى 49%، بينما تأتي فرنسا بنسبة 48% وهولندا 46% وأخيراً ألمانيا تأتي بنسبة 45%.
حصلت الصين على الصدارة في القارة الأسيوية حيث حصلت على نسبة 69% وتليها مباشرةً كوريا الجنوبية والتي جاءت بنسبة تصل إلى 63% ومن بعدها قارة أستراليا والتي حصلت على نسبة 38%، بينما جاءت الولايات المتحدة في المؤخرة بنسبة صغيرة وصلت إلى 29%.
وفقاً للدراسات والأبحاث التي أجريت مؤخراً بشأن مستقبل السيارات التي تعمل بالوقود، لوحظ أن السبب الأول والأساسي في انتشار السيارات الكهربائية والضرورة الملحة في أن تحل محل سيارات الاحتراق هو الاستدامة البيئية والرغبة في حمايتها، هذا بالإضافة إلى الأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد والزيادة الملحوظة في أسعار كافة السلع بمختلف أنواعها وارتفاع أسعار الغاز بشكل خاص، كل هذا أدى بدوره إلى الاتجاه نحو شراء السيارات الكهربائية.
هناك نسبة كبيرة وصلت إلى 88% من الأشخاص الذين يريدون الحصول على مركبة كهربائية لديهم استعداد تام لدفع مبلغ أكبر لشرائها، وهناك أخرون أوضحوا استعدادهم لتقديم مبلغ إضافي كفارق سعر لا يقل عن 20%، وهذه النسب تتماشى بشكل كبير مع تلك الخاصة بسنة 2021.