من جيل لجيل تطورت بورش Porsche 911 الرياضية المثالية. لكنها حافظت علي تصميمها الأيقوني.
تعتبر بورش Porsche 911 بلا شك واحدة من أكثر السيارات الرياضية شهرة على الإطلاق. وعلى مدار عقود ، احتفظ الطراز بنفس إشارات التصميم بمصابيحه الأمامية المستديرة الشهيرة، والسقف المنحني، والمحرك الخلفي، مع إجراء ترقيات وتحسينات على طول الطريق. وهذا يسهل التعرف على بورش 911 بغض النظر عن زمن إنتجاها أو المكان الذي تسير فيه.
إن الحفاظ علي التصميم أمر لا يمكن تحقيقه بسهولة. خاصة في ظل استمرار تغير اللوائح والمتطلبات الجديدة لأسواق السيارات، مما جعل الصناعة تغير اتجاهاتها عدة مرات عبر التاريخ. لكن ظلت بورش 911 كما هي، فطرازها الأول أقرب شبها بطرازها الأخير، فقط تغير بعض الخطوط هنا وهناك، لكن بقيت السيارة خالدة بنفس الشكل.
لم تتعثر السيارة الرياضية الصغيرة مرة واحدة. اكتشف المصممون ببساطة طرقًا للعمل مع القواعد، دون تغييرها، للحفاظ على مظهر وجاذبية بورش. وهذا لا يعني أن السيارة لم تمر بتغييرات على مر السنين، لأنهم حدثوها. وتطورت السيارة بشكل كبير منذ ظهور السيارة الأولى في عام 1948. وبشكل عام ، مهد الجيل الأول من بورش 911 الطريق للسيارة للارتقاء إلى قمة فئة السيارات الرياضية.
تم تقديم بورش 911 في سبتمبر 1964 وتطورت إلى بورش 992 التي نشهدها من مصانع الإنتاج اليوم. دعونا نتعمق قليلاً في التغيرات التي مرت بها، وتطور السيارة الأيقونية بورش 911 ونرى كيف تغيرت على مر السنين.
البداية والنجاح 1964-1989: 911
بدأت أول سيارة بورش 911 تصطدم بالشوارع في نهاية عام 1964. وإستمر الجيل الأول حتى عام 1989، 26 سنة بنفس الشكل ونفس الجيل. وعندما ظهرت لأول مرة، تم تصنيفها على أنها بورش 901 ولكن سرعان ما تمت إعادة تسميتها بإسم بورش 911 لأن بيجو جادلت بأن لديها الحق في جميع أرقام تعيين السيارات التي تحتوي على صفر في منتصف الأرقام الثلاثة. وبدلاً من تغيير اسم سياراتهم الفرنسية، أعادت بورش تسمية الخط بالكامل.
وشهدت بورش 911 تغييرات كبيرة طوال هذه السلسلة من السيارات. وكان أكبر حجم المحرك الذي تم وضعه في الجزء الخلفي من السيارة. أما محركها الأول، فكان محرك سعة 2.0 لتر، بستة إسطوانات مسطحة. ومر المحرك بتغييرات أكثر مما حدث في السيارة نفسها، أما محرك الجيل الأخير فكان بسعة 3.2 لترًا، بستة إسطوانات متعارضة أفقيًا، مع ترقيات لمكونات التحكم في الوقود والاشتعال.
1975-1989: 930
في أواخر الستينيات من القرن الماضي، بدأت بورش في اللعب بفكرة إضافة شاحن توربيني إلى 911، وبعد تجربة السيارات التي صنعوها لحلبات السباق. بدأوا تطوير محرك الشاحن التوربيني في عام 1972 وبدأوا الإنتاج لعام 1975. وكانت السيارة الجديدة تسمى ببساطة توربو 911، لكنها كانت تسمى داخليًا بورش 930.
ولاستقرار السيارة بعد زيادة القوة وعزم الدوران، أجريت العديد من التحسينات على نظام التعليق، وتحسين الفرامل للأفضل، مع علبة تروس أقوى، وللحفاظ على برودة المحرك، تم إرفاق جناح خلفي بالظهر، ساعد في إنشاء قوة سفلية لإبقاء السيارة على الأرض. كما تم توسيع الإطارات الخلفية لتحسين الجر، فاضطرت شركة صناعة السيارات لتوسيع الرفارف الخلفية لتتسع للإطارات الأكبر.
1989-1994: 964
تألفت بورش 911 في جيلها الثاني، وشهدتتغييرات جوهرية، وتم تحديث 83% منها، مع الحفاظ على الطراز الخارجي الكلاسيكي الذي أعطة السيارة تفردها. وكانت بورش 964 هي الجيل الجديد من بورش 911، وأستخدم الإسم الفرعي لضمان عدم الخلط بين الأجيال المختلفة. وضع محرك الجيل الثاني في الجزء الخلفي من السيارة في طراز Flat-six.
كانت بورش 964 الجيل الذي أحدث تغييرين رئيسيين. حيث كانت أول بورش 911 بنظام اختياري للدفع الرباعي، تم تقديمه قياسيًا في كاريرا Carrera 4. وكانت أول سيارة تقدم بناقل حركة أوتوماتيكي Tiptronic. زامنه ترقية كبيرة للتعليق. فإستبدلت قضبان الالتواء بممتص للصدمات ونوابض لولبية. وحسنت هذه الإضافات أداء السيارة، أدت لتحسن كبير مقارنة ببورش 911 الأيقونية.
1995-1998: طراز 993
وفقًا لمصممي بورش، تم إعادة تصميم 993 بالكامل من الألف إلى الياء.بما في ذلك المحرك، وإحتفظت بحوالي 20٪ فقط من أي أجزاء أصلية. تم تغيير التصميم الخارجي لأول مرة، مع الاحتفاظ بهيكل الهيكل الأساسي للحفاظ على التصميم الفريد الذي جعلته بورش 911 مشهورة جدًا. لكن تم تفريغ عجلات الحاجز أكثر، وأجرى تعديل لألواح الهيكل، مع تنعيم المصدات، وتوسيع الجناح الخلفي القابل للسحب.
ظل المحرك السداسي المسطح بسعة 3.6 لتر قياسي على مدار سنوات الطراز، مقترنا بناقل حركة من 6 سرعات كمعدات قياسية لأول مرة. لكن التغيير الأكبر في بورش 911 كان نظام التعليق. فركز المهندسون على نظام التعليق لتحسين جودة التعامل مع السيارة وركوبها. وجلست بورش 993 على هيكل فرعي من السبائك الخفيفة، ربط التعليق المعدني بالهيكل مباشرة. مما جعلها أكثر ثباتًا من سابقيها، وجعل ركوبًا أكثر هدوءًا داخل الكابينة.
1999-2004: طراز 996
كانت الأوقات تتغير ووجدت بورش نفسها في بعض المشاكل المالية. أدرك المهندسون ضرورة إعادة سيارتهم للقمة، فكان لزامًا إجراء بعض التغييرات العميقة. أولها إمكانات المحركات السداسية المسطحة التي احتاجت لإعادة تصميم. لتعود للمسار الصحيح، فقرر مهندسو بورش التعاون مع شركة تويوتا، التي كانت الشركة اليابانية الرائدة في صناعة السيارات أنذاك.
كانت 996 هي المرة الأولى التي يتم فيها إعادة تصميم السيارة بالكامل منذ عام 64. وكانت الأجزاء الوحيدة المأخوذة من 993 هي أجزاء التعليق، التي تمت ترقيتها للتو للعام السابق، كما إحتفظوا بناقل الحركة ذي السرعات الست ونقل للمعدات القياسية. كل شئ تغير بآخر والنتيجة “صنع سيارة الألفية الجديدة”. وكانت بورش 996 أيضًا أول سيارة تستخدم محرك مبرد بالماء. وأسهمت التغييرات الكثيرة في تقديم نسخة أفضل من جميع الأجيال السابقة.
2005-2012: طراز 997
بدأت إعادة تصميم جيل بورش 997 من 911 في عام 1999. مرة أخرى كانت التغييرات في التصميم بسيطة، لكنها كانت أكثر ملاءمة للأنماط الأحدث المتوقعة من المستهلكين بأنحاء العالم. فتم توسيع هيكل السيارة الخلفي للسماح بإطارات أكبر وتوفير قيادة أكثر ثباتًا. والتغيير الرئيسي بطراز 997 كان المصابيح الأمامية. وعادت بورش للمصابيح الأمامية البيضاوية، مثل المصابيح التي استخدمت بطراز 996.
بدءًا من عام 2009، مر الموديل 997 بتحديث آخر. فأصبحت هذه السيارة تعرف باسم بورش 997 الجيل الثاني ضمن حدود خطوط الإنتاج. وجاء بناقل حركة PDK، ومركز معلومات وترفيه محدث، ونظام عادم جديد، بنظام تعليق معدل، مع بعض التعديلات الطفيفة للمصابيح الأمامية والمصد الأمامي. لكن التغيير الأكبر كان إعادة المحرك للخلف قليلاً لتحسين توزيع الوزن، وإضافة الحقن المباشر للوقود عليه.
2012-2019 : طراز 991
بورش 991 هي الجيل السابع من سيارة بورش 911، أعيد تشكيلها مرة أخرى. بالنسبة لهذه السلسلة من السيارات الرياضية، تم توسيع قاعدة العجلات، وزيادة نهاية الذيل، مما جعل 991 أكبر من 997 السابقة. وبالطبع ساهم الألمنيوم في تقليل الوزن الإجمالي للسيارة. وتلقى هذا الجيل من بورش 911 تحديثًا في منتصف رحلته.
فزودت بين عامي 2011 و 2016 محرك ملاكم سعة 3.4 لتر، يعمل بالحقن المباشر للوقودـ مع خيارين لناقل حركة من ست أو سبع سرعات. وتلقى النصف الثاني من السلسلة محركًا مسطحًا جديدًا بالكامل بسعة 3.0 لتر مزود بزوج من الشواحن التوربينية، كان قياسيًا لكل الطرازات، وكانت المرة الأولى في تاريخ بورش التي تأتي فيها جميع الموديلات بتوربينات مزدوجة.
2019-2022: 992
في محاولة للحفاظ على الأشياء جديدة، مرت بورش 992 ببعض التغييرات الأخرى. فتم توسيع العجلات الخلفية كتصميم قياسي، وكذلك كان المصد الخلفي وأطراف العادم الجديدة. وتلقى التعليق دعامات ماكفرسون MacPherson في الأمام، ونظام تعليق متعدد الوصلات بالخلف. كما تم توسيع السيارة مرة أخرى لتقديم أداء أفضل، وأصبحت ألواح الهيكل مصنوعة من الألومنيوم.
كان المحرك السداسي في الجيل الأخير من بورش 911 واحدًا من ثلاثة خيارات. الأول هو محرك مسطح سعة 3.0 لتر مزدوج الشاحن التوربيني. والثاني سعة 3.7 لتر مزدوج الشاحن التوربيني، أما الخيار الأخير فكان سعة 4.0 لتر، بستة يستنشق الهواء بشكل طبيعي. جاء كل منهم مع ناقل حركة من سبع أو ثماني سرعات. أما نظام المعلومات والترفيه فأصبج أكبر وأفضل بمزيد من التكنولوجيا الجديدة.
كما تميزت موديلات 992 بمساعدة السائق، وكشف الاصطدام، وأجهزة استشعار صوتية لضبط عناصر التحكم في الثبات وفقًا لحالة الطرق. بإختصار احتضنت كل ما تتوقعه من سيارة حديثة، بالإضافة لكل ما تحتاجه لسيارة رياضية عالية الأداء.
افكار اخيرة
لا يوجد شيء يمكن مقارنته بسيارة بورش 911 الأيقونية عندما يتعلق الأمر بالسيارات الرياضية. وعند التفكير في سيارة رياضية، فإن سيارة بورش هي دائمًا أول ما يتبادر إلى الذهن، إنها كانت السيارة الرياضية المثالية لفترة طويلة. وعلى مر السنين، ربما تكون السيارة قد تلقت بعض التغييرات، وربما مرت ببعض التعديلات على التصميم الخارجي، ولكنها حافظت على نفس شكل هيكلها، وهذا سبب سهولة التعرف عليها.
لقد قطعت بورش 911 شوطًا طويلاً في سلسلتها التطورية. وزادت التكنولوجيا من السرعة والأداء، بالإضافة لرفع مستوى السلامة. فزودت بتقنية أمان جعلها رهانًا آمنًا لأي شخص. وواصلت بورش البقاء على قمة السيارات الرياضية، وستستمر طالما أن الناس يريدون سيارة رياضية قوية الأداء بذوق مميز.